بقلم صديق الوكالة القائد بلال عوالي
بينما تكون على مقربة من الجميع وعلى كل المستويات في العمل الكشفي، وكلما تعمقت في العلاقة بين أفراده وقياداته،
تتضح لك صورة الأشخاص وهويتهم من خلال جدية التعاطي مع العمل وتحمّل المسؤولية وإتمام المهام على أكمل وجه. وكلما زادت مهامهم تألقوا وأبدعوا، وكانوا على أتم الاستعداد لتولي مهام جديدة! هكذا يجب على القائد الحقيقي أن يكون.
في المقلب الأخر، نجد شخصيّة مختلفة، تُلقّب بالقائد، وتدّعي خبرات لامحدودة! هذا النوع من القادة يكون عادة من أصحاب نظريّة “استفيدوا من خبرتي”، كثير الكلام والتنظير وقليل الفعل والعمل. بالنسبة له كلّ مشكلة بسيطة وحلّها أسخف مما نتخيل! لكن في الحقيقة، وعلى أرض الواقع، يتبيّن أنّ من يملك الحلول المجدية هو الشخصية التي تحدثنا عنها بداية، لأنها تثبت وعلى جميع الأصعدة أنها أهل لقيادة الأنشطة وتنفيذ المهام.
الشخصان لديهما الهدف نفسه، وهو حيازة الشارة الخشبيّة، ولكن كل منهما ينظر إليها من واقعه وخبرته وكفاءته…
الأوّل يمتلك الطموح والمخطط الهادف، ويرى الشارة كوسيلة لتحقيق أهدافه، لما تتيح له من طرق وأساليب تساعده في إنجاز مهامه وإيصال المعلومة بطريقة جديدة ومبتكرة.
أما الآخر يعتبر الشارة غاية بحد ذاتها، ولا دافع له لحيازة هذا الإمتياز سوى إبراز تلك الحطبات على بذته لإشباع غرور ونقص، دون أي جدوى ومنفعة للعمل الكشفي.
وإلى أن يُزال الغشاء عن عيني الرقيب والحسيب، يبقى كثير الأقوال متصدرًا المشهد، وصاحب الأفعال خلف الكواليس، والحال من سيء إلى أسوأ!