بقلم القائد نعمان سلهب
مدير تحرير مكتب الوكالة في فلسطين المحتلة
سبعون مشاركاً من مجموعة خليل الرحمن الكشفية لبوا نداء الوطن و المسؤولية البيئية و المجتمعية ، رسلُ سلامٍ شعارهم، يحملون معهم معاول الخير وفؤوس الغراس ، انطلقوا صبيحة يوم الجمعة إلى قرية بتير جنوب غرب القدس، استهلوا رحلتهم الكشفية الشتوية بعمل تطوعي بيئي وطني، زرعوا قرابة سبعين شجرة في المكان المخطط لإقامة جدار الفصل العنصري الاحتلالي فيه، حيوا فيه صمود أهالي القرية في وجه هذا المخطط، مؤكدين على حق الشعب الفلسطيني بالعيش بحرية وكرامة على ارضهم كاملة، وعلى حقهم بكل ذرة تراب ورمل فيها .
بتير .. تلك القرية التي بقيت صامدة على حدود خط السكة الحديدية العثمانية الفاصل بين الاراضي المحتلة عام النكبة 1948 و الاراضي المحتلة عام النكسة 1967م تجد في ثناياها اثارً كنعانية ورومانية، وبصمة عثمانية اسلامية.
حسن معمر، شاب ثلاثيني يتكلم بكل شغف وحب عن قريته الصامدة شارحاً للأشبال والكشافة والجوالة والقادة تاريخ هذه القرية وما تكابده من أجل الاحتفاظ بكامل أراضيها، مؤكداً على أن عمله في مشروعه الصغير “مقهى الجنان” المطل على البركة الرومانية والمدرجات، ما هو الا جزء من الاحتفاظ بالهوية الفلسطينية الخالصة لهذه الارض.
تحدث ” معمر” عن صنيع اهالي القرية إبان النكبة والنكسة ، ونضالهم “وحيدين” في الحفاظ على منازلهم و اراضيهم ، وإن تراث القرية الذي يهدده جدار الفصل العنصري الذي وصل إلى مشارفها حالت تضحياتهم الدولية والمحلية دون مروره بها بعد إدراجها في قائمة التراث العالمي، ومن ثم أصبحت حماية آثار القرية والحفاظ عليها ضمن مسؤولية اليونسكو، وتحدث عن دور حسن مصطفى وهو احد زعماء القرية ورفضه محاولة عزل اسرائيل لاراضي القرية التي تقع خلف خط سكة الحديد.
وتحدث معمر حول تميز القرية بالمنازل الأثرية القديمة وبعض المقامات الدينية “كمقام أبي يزيد”. ويتجلى جمال القرية في الصخور التي بنيت فوقها بعض منازل المواطنين وبات منظرها مثل القلاع ، والتي تطل على مصاطب مائية و مدرجات رومانية تحتوي ثمانية ينابيع رئيسية تصب في بركة مائية انشئت خصيصاً لها، وشكر مجموعة خليل الرحمن الكشفية على تطوعها ونشاطها وتلبيتها للنداء.
اختتم الكشافون نشاطهم هذا بشرب كوب من الشاي البتيري، أعدّه اهل القرية ، ثم انطلقوا يستكشفون جمالها و طبيعتها الخلابة في مسار تاريخي ثقافي بيئي وصولاً إلى سكة الحديد، ثم عادوا أدراجهم لصلاة الجمعة لينطلقوا في مسار جديد عبر أراضي المخرور وصولاً إلى بيت جالا.