بقلم القائدة زين عسقلان
مديرة مكتب الوكالة للكشفية العالمية
مفوضية الخليل
للوهلة الأولى ستبدو التفاصيل بسيطة مسلية، بينما تحمل في طياتها الكثير من الإنسانية فهناك فاقد وهناك مفقود وهناك من يقدم الرعاية، فأما الفاقد قد فَقَد أمَّه ونسي معها تفاصيل الأمان، وأما المفقود فقد رحل بلا عودة تاركاً وراءه أطفالاً جياعاً لا قدرة لهم على العيش، وأما من كان منقذاً هنا فهو الكشاف الذي يعمل بقانون الكشافة وينشر ثقافة السلام أينما حل.
” الكشاف رفيق بالحيوان” هذا ما ينص عليه أحد بنود قانون الكشافة، فمن هنا قام عدد من منتسبي فريق رسل السلام الكشفي التابع لمفوضية محافظة الخليل برعاية خمسة من القطط الصغيرة بعد أن توفيت والدتهم.. الواجب الذي تمليه عليهم أنفسهم جعل منهم أمَّا حاضنة تارة ومشرفاً صحيَاً تارة أخرى، يوفرون لهم المأوى والمأكل والشرب ويتناوبون على رعايتهم بشكل يومي.
” لم أعتقد أن الأمر سيؤول بنا إلى هنا، ففي البداية كانت الأمور بسيطة حين وجدنا القطط، أما الآن فقد أحببناهم جداً وشعرنا بمدى حاجتهم للمأوى والأمان، فقررنا عمل بيت بسيط جداً لهم ليناموا فيه، قدأصبحوا جزءاً من برنامجنا اليومي” بهذه الكلمات عبَّر القائد حازم الهشلمون رئيس فريق رسل السلام في مفوضية الخليل عن مدى سعادته بالعمل الذي يقوم به وزملاؤه تجاه القطط.
القطط الصغيرة التي أضحت تحمل أسماء جميلة أسماها بها أعضاء الفريق، أصبحت تربطها علاقة قوية بهؤلاء الكشافة، فأينما حل العطاء، تحل الطمأنينة ويعم السلام، هذه رسالة إنسانية يرسلها الكشافة لكل العالم، فكم من فاقد هنا على هذه الأرض، وكم من لاجئ يستجدي المأوى ولا يجده؟وكم من مخلّص موجود لكنه لا يفعل؟